بسم الله الرحمن الرحيم
{مراتب الحب}
للشيخ : عبد الله سراج الدين
وهي أربع : الحب لله , الحب في الله , الحب بالله , الحب من الله .
فالحب لله ابتداء، والحب من الله انتهاء ،والحب في الله وبالله واسطة بينهما .
فالحبُّ لله هو أن تؤثره ولا تؤثر عليه غيره.
والحبُّ في الله أن تحبَّ فيه من ولاه.
والحبُّ بالله ان يحبَّ العبدُ من أحبَّه وما أحبه مقتطِعَاً عن نفسه وهواه.
والحب من الله هو أن يأخذك من كل شئ تحبُّ إلا إياه. وعلامة الحب لله دوامُ ذكره مع الحضور، وعلامة الحبِّ بالله أن يكون باعثُ الحظِّ مقهورٌ بنور الله، وعلامة الحبِّ في الله أن تحبَّ من لم يحسن لك بدنياه من أهل الخيرِ والطاعة لله، وعلامةُ الحبِّ من الله أن يجذبك إليه فيجعلُ ما سواه عنكَ مستوراً .
قال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه :
{من أحبَّ الله وأحبَّ لله فقد تمت ولايته, المحبُّ على الحقيقةِ من لا سلطانَ على قلبه لغير محبوبه, ولا مشيئةَ له غير مشيئتهِ،والمحبة من أجَلِّ مقامات اليقين حتى اختلف أهل الله أيهما أتمُّ ،مقام المحبَّة ، أو مقام ُالرِّضا، فالمحبَّةُ أِخذةٌ من الله لقلب عبده من كل شئ سواه فترى النفسَ مائلةً لطاعته، والعقلَ متحصناً بمعرفته ,والروحَ مأخوذةَ في حضرته , والسرَ معموراً في مشاهدته , والعبدُ يستزيد فيزداد ويفاتَحُ بما هو أعذبُ من لذيذِ مناجاته فَيُكسَى حللَ التقربِ على بساطِ القربَ، ويُمسي أبكارَ الحقائقِ وثباتَ العلومِ}اهـ .
قالَ الصفديُّ :{ محبةُ العبدِ إلى ربِّه تنشأُ عن مشاهدةِ الإحسانِ ،ومطالعةِ الآلاءِ والنعمِ، فإنَّ القلوبَ جُبِلت على حبِّ من أحسن إليها، ولا إحسانَ أعظمَ من إحسانِ الربِّ.
فالمحبُّون ثلاثةٌ : عوامُّ، وخَوصٌ، وخواصُّ الخَوص.
العوامُّ : فمحبَّتُهم لوفورِ إحسانهِ.
و الخوصُ : فمحَّبتُهم خالصةٌ من الشوائبِ.
وخواصُّ الخوصِ : فمحبَّتُهم عبارةٌ عن التعشُّقِ الذي به يمحى العاشقُ عند تجلي نورِ معشوقهِ، ولا تحصلُ هذه المحبةُ إلا بعد َاليقينِ. و أكمل الخلق في المحبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم}اهـ.
قال أحدهم :
كتمتُ اسمَ الحبيبِ عنِ العبادِ وردَّدتُّ الصَّبَابةَ في فؤادي
لوأنَّكَ أبصرتَ أهلَ الهـوى إذا غـارتِ الأنجُــمُ الطُـلُــعُ
فـــهذا ينـــوحُ علــــى ذنبــه وهــذا يصلــي وذا يركـــعُ
من لم يبِت والحبُّ حشوُ فؤاده لم يدرِ كيفَ تَُفَـتَّتُ الأكبــادُ.