الإسلام وإدارة الإنسان
تتنازع العقول على مركز إدارة الإنسان ، ويدّعي كلٌّ منها أنه وحده صاحب الصدارة في إبداع تلك الإدارة.
ويتجه بعضها شرقًا ليقول لا يقدر على هذه الإدارة إلاَّ العمَّال:؛ لأنَّ حركة اليد تنتج واقعية الذهن.
وينحو بعضها غربًا ليقول : لا يقدر على هذه الإدارة إلاَّ أربابُ المال لأنَّ المال وحده هو المحفِّزُ لكل فاعلية ، ولأن الفرد المالك الثري يحرك الآلة ويحرك من يحركها.
ويصير بعض العقول لبعضها ظهيرًا مدَّعيًا أن اتفاق العقول وحده هو القادر على الإدارة حتى لو ضلت تلك العقول عن الفطرة وطبيعة الإنسان .
(فديمقراطية) الاتفاق هي آخر المطاف، حتى لو أفرزت الاعتراف (بشذوذ الجنس) أو (حرب العدوان)
ويتفق كل من تقدم ذكرهم (مع شدة تنافرهم بعضِهم مع بعض) على أنَّ الإسلام محظورٌ عليه العمل في الإدارة .
لماذا ؟
هل عرفوا الإسلام؟
هل العداء للإسلام لأنه يجمع كل ما يطلبونه، ويزيد عليه بأنوار الهداية ؟
أليس الإسلام هو الذي يجمع العقول في الشورى ، ويقدِّر قيمة العمل والعمَّال، ويعتبر المال وأهله، ويحيط كل ذلك بمفاهيم العدالة والمساواة والرحمة والتكافل الإنساني ؟
فلماذا يُحظّر عليه أن يكون في الإدارة ؟
أليس الإسلام هو الذي احتوى في مدينة الرسول يهودية اليهود، وعلمانية المنافقين؟
وهل العالم اليوم إلا الإسلامُ وهذان الفريقان : ( الدينيون و العلمانيون ) .
الإسلام احتوائي وليس بعدواني .
فمتى سيفهمون ؟
ومتى ستخرج عقولهم عن قيد العصبية والأهواء ؟.
د . محمود أبو الهدى الحسيني